تراجع السياحة في كوستاريكا يتجلى جليًا

Tomas Haupt - Mar 24, 2025
0
للاستماع: 00:05:18
Your browser doesn’t support HTML5 audio

تلاحظ كوستاريكا انخفاضاً واضحاً في أعداد زوارها في الشهور الأخيرة؛ ففي يناير 2024، وصلت الأرقام إلى 299,194 زائر فقط، بينما جاء فبراير برقم 317,830 زائر، مقارنةً بالشهور المماثلة في العام الماضي حيث كانت الأعداد 298,475 و293,784 على التوالي.

في حديث عفوي يقول الوزير ويليام رودريغيز، يعتبر تقليل عدد المقاعد على الرحلات الجوية سبباً رئيسياً وراء هذا التراجع. ببساطة، شركات الطيران – مثل الأمريكية التي قلصت مقاعدها بنسبة حوالي 15%، ودلتا التي انخفضت بنسبة 17%، وألاسكا التي سحبت نحو 41% من الإمكانات – أثرت بصورة سلبية على تدفق الزوار.

من جهة أخرى، أظهر تحليل أجرته شركة Proimagen أن الانخفاض لا يعود لعامل واحد فقط؛ فعدم اليقين الاقتصادي العالمي وتصاعد التوترات السياسية جعل المسافرون أكثر تحفظًا في إنفاقهم، إلى جانب أن ارتفاع أسعار الخدمات السياحية يجعل كوستاريكا تبدو أقل جاذبية مقارنة بوجهات أخرى تقدم عروضاً بأسعار في متناول اليد.

وفقاً لإحصاءات معهد السياحة الوطني، انخفض عدد الزوار بنسبة تقارب 7% في فبراير مقارنة بالعام الماضي. وإذا نظرنا بتمعّن إلى بيانات الأشهر الأخيرة من عام 2024 نجد نمطاً تدريجياً؛ ففي أكتوبر 2023 سجلنا 149,548 سائحاً مقابل 138,330 في أكتوبر من العام التالي، وفي نوفمبر كانت الأرقام 231,498 قبل عامين ثم انخفضت إلى 220,839، أما ديسمبر فكانت المقارنة بين 307,603 و306,113 زائر.

كما أن الأسواق الخارجية لا تُستثنى؛ فقد شهدت أمريكا الشمالية انخفاضاً بمعدل 4.5% بين يناير وفبراير، فيما سجلت السوق الأوروبية تراجعاً يصل إلى 10.5% خلال نفس الفترة، ما يبعث على القلق بشأن توازن تدفق السياح.

يبدو أن قطاع السياحة في كوستاريكا يحتاج إلى إعادة تقييم سياسات الإلغاء المتبعة من قبل بعض مقدمي الخدمات، خاصةً في مواسم الذروة؛ فهذا التشدد (قد نقول إنه يقيد حرية المسافر) يفاقم المخاطر، لذا يجب تقديم قيمة أفضل مقابل المال مع تبني مرونة أكبر في إجراءات الإلغاء وتوفير الخدمات على مدار العام.

ومن جهة أخرى، يستمر انخفاض سعر صرف الدولار في تأجيج التحديات؛ تواجه الشركات ارتفاعاً في التكاليف بدءاً من الضرائب والرسوم ومروراً بالرواتب والمساهمات الاجتماعية وصولاً إلى فواتير الكهرباء والمياه، ومع تراجع الإيرادات اليومية تصبح تكلفة تقديم الخدمة أعلى مما يجعل الرحلة أكثر تكلفة على الزائر.

ببساطة، يبدو أن قدرة كوستاريكا التنافسية تقل بوخز ارتفاع تكاليف المعيشة؛ فالأسعار في ارتفاع مستمر والمنافسة من وجهات سياحية أخرى تقدم عروضاً أكثر جاذبية بأسعار معقولة وبمرونة أكبر تجعل البلاد تبدو أقل جاذبية.

كما أن الربط الجوي لا يخلو من أثر الأزمة؛ فشركات الطيران تعدل مساراتها بحسب طلب السوق، ومع تراجع اهتمام المسافرين بكوستاريكا، قلّت عدد المقاعد المتاحة، مما يدفع أسعار التذاكر للارتفاع ويحد من وصول الزوار.

وأخيراً، يؤكد الخبراء أن التحديات التي تواجه السياحة في كوستاريكا لا تقتصر على قضايا النقل الجوي؛ فارتفاع أسعار السلع والخدمات – سواء كانت للطعام أو الجولات السياحية – يجعل النفقات باهظة، مما يُضع البلاد في موقف صعب أمام السياح المحتملين.

مقالات ذات صلة

تعليقات

إضافة تعليق