على الورق، يبدو التخطيط الأولي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 وكأنه سيكون إنجازا رائعا بالنسبة لروسيا وفرصة مثالية لجلب السياح وعشاق الرياضة من مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، يواجه المشروع عددا من المشاكل الخطيرة.
فالخطة كانت تدور حول قرية أولمبية كبرى ممتلئة بالساحات والمرافق مع توفير الإقامة في منتجع مبني خصيصا لهذا الغرض (بشكل كامل مع مطار جديد) عند سفح الجبال الثلجية في سوتشي. لكن واقع الأمر مختلف تماما، ويبدو أن رؤية الرئيس بوتين الاستثنائية حول روسيا تنهار كلياً من حوله (حرفياً في بعض الحالات).
فالحديقة الأولمبية في سوتشي الآن رسميا هي أكبر موقع للبناء في أوروبا، والأمل أصبح ضئيلا في أن تكون العديد من المباني والمرافق المطلوبة جاهزة بحلول الموعد النهائي فبراير شباط. وما يجعل الأمور أسوأ من ذلك، أن بعض المباني القليلة التي تم الانتهاء منها كانت كارثية (لا سيما أنابيب الغاز التي تنفجر والأنفاق التي تنهار) كما يتعرض العمال المهاجرون للعمل لساعات طويلة، مع سوء الطعام والمأوى، وفي بعض الحالات، لا يحصلون على أجر. وهو ما يشير إلى كارثة لن تنقذها زيادة التكاليف (30 مليار جنيه إسترليني) التي مثلت زيادة بنسبة أربعة أضعاف على الميزانية الأصلية وما يقرب من أربع مرات زيادة عن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن.
ولم تكن ردود فعل بوتين على كل هذه المخاوف والعيوب هادئة تماما، فقد صرح بأنه "مقتنع تماما" بأن المشروع سيكتمل "مع الجودة المناسبة وفي الوقت المناسب" ومن ثم اتخذ قراراته بالانتقال إلى موقع المنتجع ثم قام بطرد نائب رئيس اللجنة الأولمبية الروسية.
ويبدو الأمر كما لو أنه كان يعتقد أنه هو المنقذ لهذا الوضع المتأزم وكأنه يشعر بأن السبيل الوحيد لضمان النجاح هو الإجراءات الشخصية والمظاهر في سوتشي، حتى لو كان ذلك يعني أن ينتقل أعضاء الكرملين بأكملهم وراءه إلى الجبال.
وعلى افتراض أن تأكيدات بوتين كلها لا تعني سوى الشعور بالرفض والإنكار، وأنه قد وصل إلى أقصى حدوده في التخطيطات الغير فعالة والوسائل المشكوك فيها؛ فإن فرص سوتشي في استضافة هذه الألعاب بنجاح آخذة في التناقص بسرعة. وهذه ليست أنباء سيئة لبوتين فقط ولكن لجميع من كانوا يأملون أن يشاهدوا عجائب هذه البطولة في فصل الشتاء بأنفسهم. وربما تكون مجموعة ماريوت قد اختلف موقفها بشأن فنادقها في سوتشي، ولكن الهواء الملوث بتلك الجبال العالية وعدم الانتهاء من إنشاءات الطرق يعني أن المشاهدين لن يكون لديهم أي رغبة في البقاء في تلك الفنادق.
وللأسف، لا يبدو أن هناك أي احتمال للنجاح مع أي من المسؤولين عن هذا الأمر. وإذا واصلت فرق البناء اتباع الأساليب الملتوية للانتهاء من القرية الأولمبية في الوقت المحدد فإنها ستكون منشأة في غاية السوء بشكل لن يجعل أي أحد يريد أن ينافس هناك، وسوف تظهر الألعاب بشكل فاشل على أي حال. وقد رأت البروفيسور "نينا خروشوفا" المقيمة بالولايات المتحدة، أن هذا قد يكون مؤشرا على نهاية بوتين تماما، وأضافت أنه ربما تكون لديه رؤى بشأن حفل الافتتاح لجعله لحظة حاسمة لقيادته ولكن ربما ينقلب الأمر تماما.